الخوف من ارتكاب الأخطاء (انّها في الحقيقة شئٌ جيّد، لا سئ)

 كتبته: كاثرين برات

الموقع: www.Life-With-Confidence.com

إنَّ حياةً تقضيها في ارتكاب الأخطاء، هي ليست فقط أكثر شرفاً ولكن أيضاً أكثر نفعاً من حياةٍ تقضيها في فعل لاشئ 
جورج برنارد شو






















إنّ الخوف من ارتكاب الأخطاء، قد يمنعك من تجربة أي شئٍ جديد أو التحرّك الى خارج مساحة الأمان الخاصة بك. وان هذا مَضيعة رهيبة لمهاراتك ومواهبك وتسرق منك الاستمتاع بالحياة.

فانَّ فقط ذكر كلمة "خطأ" سوف تبعث العديد من عقول الناس على الخوف، بينما لا ينبغي لها ذلك في الحقيقة. فالأخطاء في الحقيقة أشياء جيدة، لا سيئة.

يتحدث والتر أندرسون في كتابه "دروسٌ في الثقة: سبعة خطوات للتحقق الذاتي" عن الخوف من ارتكاب الأخطاء فيقول: "من أجل أن تعيش حياةً متحققة ولتشعر بالابتهاج بانجازاتك، ولتقلق بشكلٍ صحي، فعليك أن تتوقع حدوثِ الأخطاء، وعليك أن تمارس ما أسميه (آر. آي. بي.) اختصاراً للمسئولية، والبصيرة، وطريقة النظر الى الأشياء (responsibility, insight and perspective). وهي أيضا تعني كما تعلمون (ارقد في سلام) (Rest In Peace) وهي ليست طريقة سيئة جدا للنظر الى أخطائك."

لذا، فان الأخطاء هي شئٌ جيد، لا يمكنك أن تنمو اذا لم تسمح لنفسك بارتكاب الأخطاء، الخدعة هي أن تركز على ما تعلمته من الخطأ وكيف تطور بدءً من هنا.

لا يوجد ما يستحق أن تضيع وقتك على معاناة العيش في الماضي؛ لأنه لا يمكنك تغيير ما قد حدث. عليك أن تدرك فقط أنك قد أخطأت، وهذا لا يعني أنك فاشل لأنك أخطأت، فأنت وخطؤك لستما نفس الشئ على الاطلاق، فقد تعلمت شيئاً قيما منه والآن آن أوان أن تتحرك الى الأمام. وهذا يعني أنه يمكنك أن تركز على حل، وأن تكون أكثر تقدماً الى الأمام ممّا ستكون عليه لو لم تسمح لنفسك بارتكاب الخطأ.

في العديد من الأحيان، هي لا تكون أخطاءً على الاطلاق، فقد تعلمت فقط أنك تحتاج الى  استراتيجية جديدة؛ اذ لم تكن أفعالك تقودك الى النتائج التي تريد، لذا صار عليك أن تفكر في طريقة جديدة. ان هذا ليس خطأً، انه ببساطة استكشاف، فكما قال توماس ايديسون مرة: "أنا لم أفشل، أنا فقط عثرتُ على عشرة آلاف طريقة لا تعمل."

للمتحدِّثة التحفيزية ليزا نيكولز أيضاً اقتباسٌ رائع، يقول: "انّها ليست أخطاء، انّها فرصة للتقييم (feedback)". إنّه لأمرٌ مريح أن تفكر فيها بهذا الشكل، وهذا أيضاً يبقى عقلك ايجابيّا بدلاً من الغرق في فكرة "لقد فشلت." بينما أنت في الحقيقة لم تفشل؛ وإنما حصّلتَ المزيد من المعرفة.

وأفضل ما في الأمر هو أنّك قد واجهت خوفك من ارتكاب الأخطاء، وربما لم تحصل على النتيجة التي أردت بالضبط، ولكنك على الأقل قد حاولت. ولن تُضطَّر الى العيش مع الفكرة التي تعيد نفسها مراراً وتكراراً "ماذا لو؟".

ماذا لو أنّي حاولت؟ ماذا لو أنّي كُنتُ قد قلتُ شيئاً؟ ماذا لو...

الخوف من ارتكاب الأخطاء أمام الآخرين

أتح لي فرصة الحصول على المعرفة من خلال أخطائي، وسوف أنضج وأعلم الآخرين. أما اذا رفضتني بسبب أخطائي فكل ما سننتهي اليه هو المزيد من الخوف من ارتكاب الأخطاء


الناس لا يلاحظون أخطاءنا ولا يحكمون علينا بالقدر الذي نعتقده على الاطلاق، واذا كنت سوف تستفيد من أخطائك، فما الداعي لعدم المحاولة لمجرد الخوف من فكرة "قد" تمر بعقل أحدهم؟ أنت لا يمكنك أن تعلم ما الذي يفكر به أحدهم في كل الحالات، يمكنهم أن يكونوا منبهرين بقدرتك على المجازفة وتجربة الأمور الجديدة، ببساطة أنت لا تعلم. يمكنك فقط أن تعلم ما تفكر أنت فيه؛ هذا هو الشئ الوحيد الذي تملك السيطرة الكاملة عليه.

الأخطاء هي في العادة من كبريات فرص التعلم لنا وهذا هو أهم ما ينبغي تذكره. أما كيف يفكر بنا الآخرون فهو حقّا ليس بتلك الأهمية. الأكثر أهمية هو ما قد تعلمته الآن عن نفسك.

أحياناً يعلمك "الاخفاق" عن ماهية أولوياتك وقيمك وهذا هو استبصار مهم لم تكن على الأرجح لتحصل عليه بأي طريقٍ آخر. وهذه المعرفة تجعلك أكثر راحة مع ذاتك وتساعدك على التحرك الى الأمام بثقةٍ أكبر.

فمجرد أن تسترخي وتقبل بأنّك حقّا شخص جيد فقط يحاول أن يفعل أفضل ما عنده وأنك أحياناً ما تُخطئ، حينها ستنعكس هذه العقلية الى الخارج وتعود اليك بطُرقٍ جيدة. وستكتشف أن الناس يثقون بك ويحترمونك؛ لأنك تشعر بالراحة في السماح لنفسك بارتكاب الأخطاء.

كُن أنت. ثِق بذاتك. وسوف يعود ذلك عليك بنتائج رائعة. لا تركز بشكل كبير على تحقيق نتيجة محددة لدرجة أن تفوت كل أنواع الفُرص الرائعة فقط لأنك تخشى ارتكاب الأخطاء. الأخطاء شئٌ جيد. سامح نفسك عندما ترتكب خطأً. والأفضل من ذلك، أن تحتفل؛ فقد تعلمت على الأحرى طريقة أفضل لعمل شئ. أو كما يقول الدنماركي الحاصل على جائزة نوبل، نايلز بور: "الخبير هو شخص ارتكب كل الأخطاء التي يمكن ارتكابها في مجالٍ ضيقٍ جداً." يمكنك الآن أن تعتبر نفسك خبيراً في مجالك.

ان الأمر حقاً يتعلق بالطريقة التي تفكر بها بالأمر.

ان الذين يتوقفون عن المحاولة عندما تصرعهم ضربات الحياة يسمونه فشلاً.

أما هؤلاء الذين يقفون ويستمرون في المُضي قُدُماً تجاه أهدافهم ورغباتهم يسمونها خبرة.

- مايك كيمسكي


ترجمة: محمد هانئ حلمي

Original article.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما هو اضطراب الشخصية الاجتنابية؟

Project 1: From Charles and Mary Lamb, Othello

علم الإلكترونيات