ما هو اضطراب الشخصية الاجتنابية؟
ما هو اضطراب الشخصية الاجتنابية:
اضطراب الشخصية الاجتنابية هو نمط مستمر من السلوك مرتبط بالتثبيط الاجتماعي، والشعور بعدم الكفاية، والحساسية ناحية الرفض، ممّا يسبب المشكلات في الحياة العملية والعلاقات.
يتميز الاضطراب بخجل شديد وحساسية تجاه النقد من الآخرين، ويُصنّف كاضطراب من المجموعة الثالثة من اضطرابات الشخصية والتي تتضمن سمات شخصية قلقة وخوف.
يرتبط اضطراب الشخصية التجنبية عادةً باضطرابات نفسية أخرى كاضطرابات القلق، وعلى الأخص اضطراب الرهاب الاجتماعي. ويُظهر المصابون بالاضطراب نمطاً من الاجتناب ناتج عن الخوف من الرفض الذي يختبرونه بشكل مؤلم جدا. تُصاب تقريبا نسبة 2.5% من السكان، وتقريبا يصيب الرجال والنساء بنفس العدد.
الأعراض:
التالي هي قائمة بالأعراض المتكرّرة المرتبطة باضطراب الشخصية الاجتنابية:
- الاحتياج الى اعجاب الآخرين.
- انعدام التلذُّذ (عدم القدرة على الشعور بالمتعة).
- القلق من قوْل أو فعل الشئ الخاطئ.
- القلق في المواقف الاجتماعية.
- تجنّب الصدام (ارضاء الآخرين).
- تجنب التفاعل الاجتماعي في مكان العمل أو رفض الترقيات.
- تجنب العلاقات الحميمة أو التعبير عن المشاعر الحميمية.
- تجنب أخذ القرارات.
- تجنب المواقف خوفا من التعرض للرفض.
- تجنب المواقف الاجتماعية.
- التألم بسهولة بسبب الرفض أو النقد.
- درجة عالية من مراقبة الذات.
- صعوبة المبادرة بالتواصل الاجتماعي.
- سلوك خائف ومتوتّر.
- الشعور بعدم الكفاية.
- الحساسية الشديدة للتقييم السلبي.
- غياب التوكيدية.
- غياب الثقة بالآخرين.
- تقدير ذاتي منخفض.
- اساءة فهم المواقف الحيادية بأنّها سلبيّة.
- عدم وجود أصدقاء مقرّبين/عدم وجود دوائر اجتماعية.
- الميل للعُزلة.
- الكبت الاجتماعي.
- عدم الرغبة في المُخاطرة أو خوض التجارب الجديدة.
- رؤية الذات على أنّها غير كُفؤة اجتماعياً وأقل اجتماعياً من الآخرين.
- الحذر واليقظة ناحية الرفض.
التشخيص:
لا يمكن تشخيص اضطراب الشخصية الاجتنابية الا من قِبل متخصّص بُناءً على المعايير المذكورة في الدليل التشخيصي والاحصائي للاضطرابات النفسية (الطبعة الخامسة). يُمكن لطبيب العائلة أن يكون أوّل من يشير باحتمالية وجود الاضطراب، ولكن يجب عليه أن يرشح أخصائيّا نفسيا، أو طبيبا نفسيا، أو أيّاً من العاملين في مجال الصحّة النفسية للحصول على التشخيص.
في العادة يتم تشخيص اضطراب الشخصية الاجتنابية في البالغين؛ اذ أن الأطفال لا تزال شخصيّتهم تتكون، والسلوكيات كالخجل يُمكن أن تكون تجارب طبيعية يتم التخلص منها فيما بعد.
طِبقاً للدليل التشخيصي والاحصائي للاضطرابات النفسية (الطبعة الخامسة)، فان الشخص يجب أن يكون عنده سلوك متكرر من تجنب التواصل الاجتماعي، وحساسية مفرطة تجاه الرفض والنقد، وشعور بعدم الكفاية، كمّا هو موضّح في أربع جوانب على الأقل من المعايير التالية:
- تجنب الأدوار الوظيفية التي تتضمن قدر من التفاعل الاجتماعي خوفاً من النقد، أو الرفض.
- عدم الرغبة في التعامل مع الآخرين الا في حالة التأكد من قبولهم لك.
- التحفظ في العلاقات العاطفية خوفاً من التعرض للسخرية أو التقليل من شأنك.
- الافراط في الانشغال بالنقد أو الرفض في المواقف الاجتماعية.
- التحفظ في المواقف الاجتماعيّة بسبب الشعور بالنقص أو الدونية.
- الشعور بعدم امتلاك قدرات اجتماعية، وعدم الجاذبية، والدونية ناحية الآخرين.
- التردد في المخاطرة أو تجربة أشياء جديدة خوفاً من الاحراج.
الأسباب:
يُعتقد أن أسباب اضطراب الشخصية الاجتنابية تتضمن عوامل جينية، وبيئيّة، واجتماعية، ونفسية. الاساءات العاطفية، والنقد، والسخرية، أو قلّة الحب والاهتمام من قِبل الآباء قد ينتج عنه ظهور هذا الاضطراب في حال وجود عوامل أخرى. والرفض من قِبل الأقران هو أيضاً من العوامل التي قد تؤدي الى الاصابة.
في العادة ما يكون المصابون بهذا الاضطراب شديدي الخجل في الطفولة، ولا يتخلصون من هذا الخجل عند البلوغ.
اضطراب الشخصية الاجتنابية واضطراب الرهاب الاجتماعي بينهما أعراضاً وجينات مشتركة، ولكن اضطراب الشخصية الاجتنابية هو الأكثر شِدّة بينهما.
حالات ترتبط باضطراب الشخصية الاجتنابية:
قد يوجد اضطراب الشخصية الاجتنابية على التوازي من مجموعة متنوعة من الاضطرابات:
- اضطراب الرهاب الاجتماعي.
- اضطراب الشخصية الاعتمادية.
- اضطراب الشخصية الحديّة.
- اضطراب تعاطي المخدِّرات.
- الاكتئاب.
- رهاب الخلاء.
العلاج:
أغلب المصابين باضطراب الشخصية الاجتنابية لا يتوجهون للحصول على علاج، وعندما يفعلون فانّه عادة ما يكون بسبب مشكلة حياتيّة محددة يختبرونها أو أعراض أخرى مثل الاكتئاب والقلق، وفي العادة يوقفون العلاج في حال حل هذه المشكلة.
كما هو الحال مع اضطرابات الشخصية الأخرى، فان علاج اضطراب الشخصية الاجتنابية قد يكون صعباً؛ لأنه نمط سلوكي مستمر، ويمكن أن يكون من الصعب على المصاب أن يدرك بأنّه في حاجة الى العلاج النفسي لمساعدته.
للأسف، فان المستقبل للمصابين الذين لا يتوجهون للعلاج سئ، ففي المُعتاد يصبحون منعزلين ويستخدمون الاجتناب كطريقتهم الوحيدة في التأقلم.
على الجانب الآخر، فانّه عند تطبيق العلاج بنجاح، فاّنه يمكن تقليل الأعراض وزيادة استراتيجيات التأقلم التي يمكن أن يستخدمها الشخص لادارة القلق. المُصاب باضطراب الشخصية الاجتنابية في الغالب سيظل خجولاً الى حد ما، ولكن لن يسيطر على أفكارهم الاجتناب.
العلاج النفسي (العلاج بالكلام):
العلاج النفسي لاضطراب الشخصية الاجتنابية قد يتضمن العلاج المعرفي السلوكي، والعلاج النفسي الديناميكي (العلاج النفسي التحليلي)، والعلاج التخطيطي. العلاج الجماعي (العلاج النفسي الجماعي) والتدريب على المهارات الإجتماعية قد يكون أيضاً مفيداً.
العلاج المعرفي السلوكي مفيد لتعلُّم كيفيّة تغيير أنماط التفكير غير المفيدة، بينما يهدف العلاج النفسي الديناميكي (التحليلي) الى الوعي بكيفية تأثير الخبرات والتجارب القديمة، والألم، والنزاعات، على الأعراض الحالية.
العلاج التخطيطي لإضطراب الشخصية الإجتنابية هو مقاربة تكاملية مبنية على العلاج المعرفي السلوكي وأيضا تكنيكات علاجيّة نفسية أخرى. ويكون التركيز فيه العلاقة العلاجية بين المُعالج والعميل، وتهدف الى تحسين وتطوير الأداء في الحياة اليومية والوصول الى الإستبصار بكيفية التغيير بُناءً على فهم وإعادة هندسة التجارب والخبرات الحياتية السابقة.
إحدى العناصر الأساسية في العلاج التخطيطي هي "إعادة التربية"، وفيها يُعبّر العميل عن إحتياجات الطفولة ليطوّر ويستبطن صوت أبوي صِحّي.
مفاهيم أساسية في العلاج التخطيطي:
في العلاج التخطيطي يتعلّم العميل عن أربعة مفاهيم أساسية:
1- كيف أن المخططات سيّئة التأقلم هي أنماط متكرّرة عبر الحياة.
هذه الأنماط تم تجميعها في خمس مناطق: الإنفصال والرفض، ومشاكل في الإستقلالية والأداء، ومشاكل في وضع الحدود، وشعور مُبالغ فيه بالمسئولية ومعايير عالية، ويقظة مبالغ فيها، والتثبيط أوالحرص الزائد عن الحد.
2- أساليب التأقلم التي تم تعلمها في الطفولة، مثل الهروب، الصراع.
3- أشكال المخططات التي تُستخدم من أجل التأقلم وكيفية كونها غير مفيدة (على سبيل المثال: الإجتناب، الإنفصال عن الواقع، الإمتثال، العقوبة).
4- كيفية تطويرأساليب تأقلم ناضجة وصحيّة وتسديد الإحتياجات العاطفية الأساسية.
العلاج الدوائي:
بينما ليست هنالك أدوية مُحدّدة موصوفة لعلاج إضطراب الشخصية الإجتنابية، إذا كان الفرد عنده إضطرابات أخرى مُصاحِبة كالإكتئاب أو القلق، قد توصف الأدوية لعلاج هذه الأعراض.
على سبيل المثال: مضادات الإكتئاب قد توصف لعلاج الإكتئاب وعدم القدرة على إختبار التلذذ، وتخفّض من أعراض القلق، وقد تُقلّل أيضاً من الحساسيّة للرفض.
التأقلم:
إحدى أولى الخطوات لتحسين مستوى الحياة مع إضطراب الشخصية الإجتنابية هي معرفة العلامات والأعراض. عن طريق فهم أعراضك المُحدّدة سوف تتمكن من إيجاد طرق للعمل مع مُعالجك النفسي للتعامل مع هذه الأعراض.
فكّر في شمل الأسرة والعائلة في علاجك النفسي أيضاً، حتّى يحصلوا على فهم أفضل لما تمر به وما يمكنهم عمله للمساعدة.
الإهتمام بالذات أيضاً ضروري، ويتضمن الإهتمام بالذات إيجاد أساليب تأقلم صحيّة تُجنبك الإنزلاق الى المخدّرات أو تناول الكحوليات أو التدخين أو الشراهة في الأكل أو إيذاء النفس عندما تمّر بأوقات صعبة.
كلمة من الموقع:
إذا كنت تظن أن شخصا تعرفه أو تحبه يعيش بإضطراب الشخصية الإجتنابية أو أعراضها، من المهم تشجيع هذا الشخص على البحث عن المساعدة. بدون العلاج الإحترافي كالعلاج النفسي فإنه من غير المُتوقع أن الأعراض وآثارها على العلاقات سوف تتحسن.
- ترجمة: محمد هانئ حلمي ثريا
I enjoyed reading your essay very much. The topic is very interesting and important. We need to know more about such draw backs in order to deal properly with them without inflicting more damage.Very good choice of words. To the point,clear and understood easily. Great work, well done!
ردحذفThanks.
حذف- Best regards