10 فوائد للقراءة: لماذا ينبغي أن تقرأ كل يوم

 كاثرين ونتر

كاثرين ونتر هي كاتبة بارعة في مجال أسلوب الحياة على موقع لايف هاك (Lifehack)

متى كانت المرة الأخيرة التي قرأت فيها كتاباً أو مقالاً ذا قيمة في احدى المجلات؟ هل تتمحور عادات القراءة عندك على الكتابات على موقع تويتر (tweets) وآخر تحديثات الفيسبوك أو التعليمات المكتوبة على كيس دقيق الشوفان الفوري؟

اذا كُنتَ واحداً من الكثيرين ممن لم يضعوا عادة منتظمة للقراءة، فقد يفوتك الكثير.

فللقراءة عدد كبير من الفوائد، وهنا 10 فوائد للقراءة لتجعلك تبدأ في القراءة.

1 - تحفيز العقل:

تشير الدراسات الى أن التحفيز المستمر للعقل يمكنه أن يبطئ من (أو حتى يمنع) مرضي الزهايمر والخَرَف؛ اذ أن الابقاء على عقلك نشيطاً ومتفاعلاً يحميه من فقدان القوة.

تماماً كما في أي عضلة في الجسم، يحتاج العقل الى التمرين للابقاء على قوته وصحته، ولذلك فان العبارة التي تقول "استخدمه أو افقده" هي عبارة ملاءمة جدا عند الكلام عن العقل. وقد وُجدَ أن حل الألغاز ولعب ألعاباً كالشطرنج يساعد على التحفيز المعرفي.

2 - تخفيف التوتر:

لا يهم كم تتحمل من الضغط في عملك، وفي علاقاتك الشخصية، أو في أحداث حياتك اليومية التي لا حصر لها، فانّ كُلّ ذلكَ يختفي عندما تتوه في قراءة قصة عظيمة. ان روايةً مكتوبة جيّدا تنقلك الى عوالم أخرى، ومقالة مثيرة للتفاعل سوف تشتتك وتجعلك حاضراً في اللحظة، تاركاً التوتر يذوب وسامحاً لك بالاسترخاء.

3 - المعرفة:

كُلُّ ما تقرأه يملأ عقلك بقطع صغيرة جديدة من المعلومات، ويمكن لهذه المعلومات أن تفيدك كثيراً في وقتٍ ما أو آخر. فكلما امتلكت المزيد من المعلومات، كلّما كُنتَ أفضل استعداداً للتعامل مع أي تَحَدٍّ سوف تواجهه يوماً.

بالاضافة الى ذلك، اليك فكرة أخرى تستحق التدبر: انّك متى وجدت نفسك في ظروف رهيبة، تذكر أنه بالرغم من امكانية خسارتك لكل شئ؛ كوظيفتك، وممتلكاتك، وأموالك، وحتى صحتك، الا أن العلم لا يُمكن فقدانه.

4 - تنمية المفردات:

هذه النقطة ترتبط بالنقطة السابقة:

فكلما قرأت كلما تعرضت للمزيد من الكلمات وآجلا أم عاجلا فانها سوف تتخلل مفرداتك اليومية.

ان لوضوح الكلام ولباقة الحديث فائدة كبيرة في أي وظيفة، ومعرفتك بأنّه يمكنك مخاطبة من هم أعلى منك مركزاً بثقة بالنفس يمكن أن يرتفع بتقديرك لذاتك كثيراً. ويمكن لذلك أيضا أن يساعدك في مسارك الوظيفي؛ اذ أن الترقيات تأتي بشكل أسرع (وأكثر) لهؤلاء الذين يجيدون القراءة، ويتحدثون بطلاقة، ولهم معرفة جيدة بعدد متنوع من الموضوعات، من هؤلاء الذين لا يملكون ثراءً في المفردات ويفتقرون الى المعرفة الأدبية والوعي بآخر قفزات العلم والأحداث العالمية.

أيضاً قراءة الكتب هي أمر ضروري جدّاً في تعلم اللغات الجديدة، فعندما يتعرض الناطق بغير لغته الأم لمفردات جديدة وهي تستخدم في سياقها فان هذا يقوي من طلاقته الكلامية والكتابية.

5 - تقوية الذاكرة:

عندما تقرأ كتاباً فانّك تحتاج الى تذكر تشكيلة متنوعة من الشخصيات؛ وتذكر خلفياتهم، وطموحاتهم، وتاريخهم، وتفاصيلهم الدقيقة، بالاضافة الى الأحداث الفرعية التي تملأ كل القصص. وهذه التفاصيل الكثيرة هي وجبة دسمة للعقل، ولكن عقولنا هي أشياء مُدهشة قادرة على استيعاب كل هذه المعلومات بسهولة نسبية.

والمُدهش هو أن كل ذكرى جديدة تُكوّنها في عقلك تصنع روابط عصبية جديدة (synapses) (وهي مسارات عصبية تتواجد في الدماغ)، كما أنّها تقوّي المسارات العصبية الموجودة، ممّا يعين الذاكرة قصيرة المدى ويوازن الحالة المزاجية، فما أجمل ذلك!

6 - مهارات تحليلية أقوى:

هل قرأت من قبل رواية غموض رائعة، وانتهى بك الأمر الى حل اللغز قبل انهاء الرواية؟ اذا حدث معك ذلك، فقد تمكنت من توظيف قدراتك التحليلية والنقدية لملاحظة جميع التفاصيل الدقيقة والوصول الى "من فعلها؟!".

أيضاً تكون هذه القدرة على تحليل التفاصيل مفيدة عندما تنقد حبكة القصة، وتحاول تقييم ما اذا كانت قطعة أدبية مكتوبة بحنكة أم لا، وما اذا كان تطور الشخصيات منطقيا، وما اذا كان مسار القصة مصقولاً جيداً أم لا... الخ.

واذا أتتك الفرصة لمناقشة الكتاب مع الآخرين، فانّك ستكون قادراً على التعبير عن آرائك بوضوح؛ اذ أنّك قد أخذت وقتك للتفكر في كل الجوانب التي يتضمنها الموضوع.

7 - قدرة أعلى على التركيز:

في عالمنا المهووس بالانترنت، ينجذب انتباهنا الى الملايين من الاتجاهات المختلفة في ذات الوقت بينما نحن نقوم بمهام عديدة في يومنا على التوازي (multitask).

ففي خمس دقائق فقط من حياة انسان عادي سوف تجده يقسم وقته بين العمل على مهمة، وتفحص البريد الالكتروني، الدردشة مع عدد من الأشخاص من خلال الجي شات (gchat) وسكايبي (skype) وغيرها من البرامج، ومراقبة صفحة التويتر وهاتفه الذكي، والتفاعل مع زملاء العمل. إن هذا السلوك الشبيه باضطراب قصور الانتباه وفرط الحركة (ADD) يؤدي الى ارتفاع مستوى التوتر وتقليل الانتاجية.

أما عندما تقرأ كتاباً، فان انتباهك كله يكون مُرَكَّزَاً على القصة، بينما يختفي العالم كُلُّه، ويمكنك حينها أن تغوص في كل تفصيلة تمتصها.

جرِّب أن تقرأ لـ 15-20 دقيقة قبل العمل (أي في وسيلة المواصلات اذا كنت تستخدم النقل العام) وسوف تندهش من قدر الزيادة في تركيزك عندما تصل الى مقر العمل.

8 - قدرة أعلى على الكتابة:

يرتبط ذلك بالاتساع في حصيلة المفردات التي لديك.

فالتعرض للأعمال المنشورة والمكتوبة جيدا له أثرٌ ملحوظ على القدرات الكتابية للفرد، اذ أن الاطلاع على ايقاع وانسيابية وأساليب كتابة المؤلفين المختلفين سوف يؤثر بشكل ملحوظ على كتباتك الخاصة.

فكما أن الموسيقيين يؤثر بعضهم على بعض، ويستخدم الرسّامون أساليباً تم تأسيسها من قِبَلِ رسّامين آخرين، فأيضاً الكُتّاب يتعلمون كيف يكتبون النثر بالاطلاع على أعمال الكُتّاب الآخرين.

9 - الهدوء والطمئنينة:

بالاضافة الى الاسترخاء الذي يأتي مع قراءة كتاب جيد، فمن المُحتمل أيضاً أن تقرأ في موضوع يأتي عليك بسلام داخلي بالغ.

فمثلا، قراءة النصوص الروحانية يمكنه اخفاض ضغط الدم، والاتيان بشعور بالغ بالهدوء، وقراءة كتب التنمية الذاتية (self-help books) قد أُثبِتَ أنّه يساعد من يعانون من اضطرابات مزاجية معينة والأمراض النفسية البسيطة.

10 - تسلية مجانية:

بالرغم من أن الكثير منّا يحب أن يشتري الكتب حتى نُعلّم فيها ونثني بعض الصفحات للرجوع اليها لاحقا، فان الكُتب أحياناً ما تكون غالية.

ولكن للاستمتاع بتكلفة بسيطة، يمكنك زيارة مكتبك العامة المحلية وأن تمتع نفسك بعظمة المجلدات التي لا حصر لها المتوفرة مجاناً. سوف تجد في المكتبات العامة كُتباً عن كل موضوع يمكنك تخيله، ولأنهم دائما ما يجددون مخزونهم من الكتب ويشترون كتباً جديدة، فانّ المادة المقروءة لن تنفذ منك أبداً.

أما اذا كُنتَ تعيش في مكان ليس به مكتبات محلية أو كُنت مُعاقاً عن الحركة، فان لدى معظم المكتبات نسخ الكترونية من نوع بي دي اف (PDF) واي باب (ePub) يمكنك قراءتها على قارئك الالكتروني (e-reader) والآي باد أو شاشة الكمبيوتر.

توجد أيضاً العديد من المصادر على الانترنت يمكنك استخدامها في تحميل كتب الكترونية مجاناً، فقم الآن وابحث عن كتابٍ جديد للقراءة!

توجد نوعية من الكتب مناسبة لكل انسان قادر على القراءة في العالم، فسواء كان ذوقك يميل الى الأدب الكلاسيكي، أو الشعر، أو مجلات الموضة، أو السِيَر، أو النصوص الدينية، أو الكتب الشبابية، أو كتب التنمية الذاتية، أو روايات الحَضَر، أو الأدب الرومانسي، فان هناك شئٌ ما يمكنه أن يحرك فضولك وخيالك.

ابتعد عن شاشة الكمبيوتر لوقتٍ ما، وافتح كتاباً، وجدّد روحك لبعضٍ من الوقت.


للاطلاع على المقالة الانجليزية والمصادر الانجليزية وروابط لمقالات أخرى من نفس الموقع، أذهب الى: https://www.lifehack.org/articles/lifestyle/10-benefits-reading-why-you-should-read-everyday.html

ترجمة: محمد هانئ حلمي ثريا

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما هو اضطراب الشخصية الاجتنابية؟

نجيب محفوظ: الروائي المصري الذي استرعى انتباه العالم بوصفه للحياة في مدينة القاهرة القديمة وأول عربي يحصل على جائزة نوبل

علم الإلكترونيات