أعمال الشغب أمام مبنى الكونجرس الأمريكي: موت أحد أفراد الشرطة أثناء الضغط على ترامب لتحريضه على العنف




مات أحد رجال شرطة مبنى الكونجرس الأمريكي متأثراً بجروح تعرض لها في الهجوم على مبنى الكونجرس الذي قامت به حشود مؤيدة لترامب، وطالب الديمقراطيون بتنحية الرئيس "لتحريضه" على أعمال الشغب.

دعت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي نائب الرئيس مايك بينس لتنفيذ التعديل الخامس والعشرين في الدستور لإعلان أن الرئيس غير مؤهل لمنصبه.

وتوعدت بأن البديل عن ذلك سيكون شروعها في تفعيل عملية سحب الثقة من الرئيس.

وقد أدان ترامب أخيرا - تحت الضغط - "الهجوم الشنيع".

أتت أعمال العنف الأربعاء الماضي بعد ساعات من تشجيع السيد ترامب مؤيديه على محاربة نتائج الانتخابات بينما كان الكونجرس يصدق على انتصار المرشح الرئاسي جو بايدن في تصويت نوفمبر.

لقي خمسة أفراد مصرعهم في أحداث لها علاقة بأعمال الشغب من ضمنهم ضابط يعمل في قوات شرطة الكونجرس الأمريكي يدعى برايان سيكنيك الذي "أصيب أثناء احتكاكه جسديا مع المتظاهرين." بحسب أقوال رجال الشرطة.

وفي أثناء ذلك دعى أهم أعضاء الكونجرس من الديمقراطيين؛ رئيسة مجلس النواب بيلوسي والزعيم الديمقراطي وعضو مجلس الشيوخ تشاك شومركُلاًّ من نائب الرئيس بنس ومجلس وزراء السيد ترامب على تنحية الرئيس "لتحريضه على العصيان المدني".

وقالوا في بيان مشترك لهما: "إنّ أفعال الرئيس الخطرة والتحريضية توجب عزله فوراً من مكتب الرئاسة."

وقد دعا الإثنين إلى خلع السيد ترامب باستخدام التعديل الخامس والعشرين في الدستور، والذي يسمح لنائب الرئيس بالتدخل إذا كان الرئيس غير قادر على ممارسة دوره نتيجةً لمرض عقلي أو عضوي.

ولكن سيتطلب ذلك الأمر من السيد بينس أن ينفصل على الأقل ثمانية من أعضاء مجلس الوزراء عن السيد ترامب لتنفيذ التعديل الدستوري، وهو الشئ الذي لا يبدو أنهم سيفعلوه. فالسيد ترامب سيغادر مكتب الرئاسة في العشرين من يناير، عندما يؤدي السيد بايدن اليمين الدستورية.

أشارت السيدة بيلوسي إلى أنّه اذا ما لم يقم نائب الرئيس بالتصرف، فإنّها سوف تعقد إجتماعاً آخر في مجلس النواب لإطلاق دعوى العزل الثانية ضد السيد ترامب.

ولكن، للنجاح في إدانة وخلع الرئيس، سوف يحتاج الديمقراطيون إلى تشكيل أغلبية تمثل ثلثي مجلس الشيوخ. ولا توجد أي مؤشرات إلى أنّهم سوف يصلون إلى هذا العدد. ولم يكن من الواضح ما إذا تبقى ما يكفي من الوقت للخوض في هذه العملية.

أخبرت كاثرين كلارك، ممثلة السيدة بيلوسي، قناة ال CNN أن مجلس النواب قد يمضي قُدماً في دعوى العزل خلال الأسبوع القادم.

وبحسب تقارير الإعلام، نقلاً عن مصدر لم تُصرِّح باسمه، فإن السيد "طرامب" قد إقترح أن يُعفي نفسه في أيامه الأخيرة في الرئاسة. ومدى قانونية خطوة كتلك غير مؤكد.

تحليل "أنطوني زورشر"، مراسل أمريكا الشمالية:

لم يصدر "دونالد طرامب" تصريحاً مُسجّلاً، بدعوته "للمداواة والوفاق"، حتى الخميس ليلاً - بعد أكثر من 24 ساعة من نهب مؤيديه البرلمان الأمريكي.

كان ذلك هو أقل ما يمكن إنتظاره من رئيس الولايات المتحدة في وقت أزمة، وعلى الأغلب أن ذلك لن يكون كافياً لإسكات الدعوات لخلعه، عزله، أو تقديم إستقالته. وقد أتت هذه الدعوات من اليسار بالطبع، ولكن أيضا أتت من بعض من ينتمون إلى اليمين، ومن منتقديه القدامى، ومن حلفاء سابقين، وحتى من قِبَل الصفحة الإفتتاحية المحافظة لروبرت ماردوك في صحيفة Wall Street Journal.

منذ انتخابات نوفمبر، عندما اختار "طرامب" مهاجمة نتائج الإنتخابات بدلاً من الإعتراف بالهزيمة، أصبحت تصفية الحسابات مسألة وقت. كالمحرّك البخاري العاطل، تراكم الضغط سائراً في إتجاه نهاية كارثية.

يوم الخميس ليلاً، بدأ الرئيس في محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه.

في البداية تحدث "طرامب" المُلقَّن، ولكن سرعان ما عاد "طرامب" غير المُتوقَّع، بكلام وأفعال يشيران إلى عدم صدق تصريحاته الأولى.

بقي 12 يوم في رئاسته، والسؤال هو: متى سيعود هذا "الطرامب" من جديد، وماذا سوف يحدث عندما يعود.


"طرامب" يتعهد بالإنتقال السلمي للسلطة:

عاد الرئيس "طرامب" على موقع تويتر يوم الخميس، بعد تجميد حسابه لمدة 12 ساعة. كان تصريحه هو أقرب ما وصل إليه من الإعتراف الرسمي بهزيمته، بعد أسابيع من إصراره الكاذب على أنّه فاز بالإنتخابات "بأغلبية ساحقة".

وذُكر في جريدة "The Republican": "أمّا وأن الكونجرس قد أكد النتائج فسيتم تعيين إدارة جديدة في العشرين من يناير"، دون ذكر لبايدن بشكل مباشر.

"وينتقل الآن تركيزي إلى تأمين إنتقال السلطة بشكل سلس، ومنظّم، ومُحكّم. إن هذه اللحظة تتطلب المداواة والوفاق."

وصرّح السيِّد طرامب بأنّه قد "حرّك" الحرس الوطني "بشكل فوري" لطرد الدُخلاء، بالرغم من أن بعض وسائل الإعلام الأمريكية قد ذكرت أنّه قد تردّد في إرسال القوّات، تاركاً إعطاء الأوامر لنائبه.

وقد قام أيضاً بامتداح "مؤيديه الرائعين" ووعدهم بأن "رحلتنا المدهشة قد بدأ للتو."

النقد الموجّه لطريقة مواجهة أعمال الشغب

تعرضت قوات الشرطة لنقد حاد جرّاء تقهقرهم أمام المتظاهرين. وقال السيد بايدن: "لا يستطيع أي شخص أن يقول أن متظاهري البارحة لو كانوا مجموعة من متظاهري (حياة السود مهمة) أنهّم كانوا سيُعاملون المعاملة ذاتها التي تلقتها عصابات البلطجة التي داهمت مبنى الكابيتول."

أظهرت الصور التي تم التقاطها في مبنى الكابيتول تجوال المتظاهرين خلال بعض الممرات دون أي عوائق.

ويسعى مكتب التحقيقات الفيدرالي - FBI - إلى الكشف عن هوية المشاركين في تلك الفوضى، كما قد نشرت شرطة واشنطون العاصمة صوراً "للمشتبه بهم" لمشاركتهم في أعمال الشغب. وصرحت وزارة العدل بأن المتهمين قد يواجهون تهماً بالتآمر لقلب نظام الحكم، بالإضافة إلى إثارة الشغب والعصيان.

تقول شرطة واشنطون أنه قد تم القبض على 68 فرداً حتى اللحظة. وأحد الذين تم احتجازهم عند الكابيتول كان بحوزته "سلاحا آلياً عسكري الطراز، و 11 قنبلة مولوتوف (قنابل حارقة)."، بحسب النائب الفيدرالي لواشنطون العاصمة.

وقد استقال الرقيب في الأسلحة، وهو الموظف المنوط به تأمين مجلس النُوّاب. وطالب السيد شومر بإقالة نظيره في مجلس الشيوخ. وسيقوم أيضاً رئيس شرطة كابيتول الولايات المتحدة - USCP - ستيفن ساند بالإستقالة، وتكون استقالته فعّالة بِدءً من السادس عشر من يناير، بعد مكالمة أجرتها السيدة بيلوسي.

في يوم الخميس، بدأت الفِرق في نصب سياج غير قابل للاقتحام بارتفاع 7 قدم (2 متر) حول الكابيتول، وسيظل في مكانه لـ 30 يومٍ على الأقل.

أشلي بابيت، ذات الأعوام الـ 35، المحاربة القديمة في القوات الجوية للولايات المتحدة القادمة من سان دييجو، كاليفورنيا، تم التعرف عليها بأنها المرأة التي لقيت مصرعها جراء إطلاق رصاص من ضابط شرطة، والذي قد تم وضعه في أجازة. وأخبرت الشرطة وسائل الإعلام الأمريكية بأن الضحية لم تكن مُسلّحة.

لقي ثلاثة آخرون مصرعهم بعد تعرضهم لحالات طبية طارئة غير معروفة على أرض الكابيتول: بنجامين فيليبس، في الخمسين من عمره، من بنسلفانيا، وكيفن جريسون، في الخامسة والخمسين من عمره، من آلباما، وروزان بويلاند، في الثالثة والأربعين من عمرها، من جورجيا. وتقول أسرة السيد جريسون بأن وفاته كانت من جراء سكتة قلبية.

وتقول الشرطة بأن 14 من أفراد الشرطة قد أصيبوا في أعمال الشغب.

المسئولين في مجلس الوزارة يقدمون إستقالتهم تعبيراً عن احتجاجهم:

في مساء يوم الخميس، أصبحت بيتسي ديفوس وزيرة التعليم - وإحدى أطول من شغلوا منصبا في إدارة الرئيس - ثاني أعضاء الوزارة يقدم استقالته، بعد أعمال شغب الكابيتول.

وفي خطاب استقالتها، اتهمت السيدة ديفوس الرئيس بأنه من أثار فوضى يوم الأربعاء. "ليس من مجالٍ للشك في التأثير الذي سببته سرديتك على الموقف، وهذه هي نقطة التحول بالنسبة لي."

قبل ذلك في نفس اليوم، تنحت وزيرة النقل إيلين تشاو عن منصبها، قائلة بأنها قد "صُدمت بشدة" بسبب حالة الهياج.

أيضاً ممن إستقال من المساعدين: المبعوث الخاص ميك مولفاني، وأحد كبار المسئولين في الأمن الوطني، ورئيسة مكتب السيدة الأولى ميلانيا طرامب. وتمت إقالة مسئول في الدولة بعد كتابته في تويتر أن السيد طرامب "غير صالح للرئاسة".



لتفقد المقال بالإنجليزية على موقع الـ BBC، قم بزيارة

https://www.bbc.com/news/world-us-canada-55583264

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما هو اضطراب الشخصية الاجتنابية؟

Project 1: From Charles and Mary Lamb, Othello

علم الإلكترونيات